القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
محاضرات في الزواج
12652 مشاهدة
فوائد النكاح

لماذا خص الشباب؟ لأنهم عادة أقوى شهوة، وأقوى اندفاعا فيخاف عليهم، وليس عندهم الوازع الديني القوي فيخاف عليهم الوقوع في الفحشاء؛ فلذلك علل بقوله: أغض للبصر وأحصن للفرج. يعني: أنه إذا تزوج زوجة حلالا حصن بذلك فرجه، وحفظ نفسه، وكذلك غض بصره، وحفظ نفسه، هكذا ذكر فائدته.
ومن فوائده أنه أيضا يعف هذه المرأة التي لها مثل ما له من الشهوة فيعفها بدل ما تتطلع إلى الرجال.
ومن فوائده أيضا أنه يكفلها بمعنى أنه يقوم بنفقتها، وبكفالتها، وبالإنفاق عليها، وقضاء حوائجها.
ومن فوائده أنه يحصل أو يطلب الولد الصالح الذي يكون نافعا له في حياته، ونافعا له بعد مماته إذا أصلحه الله، وإذا تربى تربية صالحة.
وفيه فوائد كثيرة ذكرها العلماء الذين توسعوا في ذلك، ثم أهم ما فيه أنه يكون سببا في حفظ الإنسان، حفظ نفسه عن الشهوات المحرمة عن الزنا واللواط، ومقدمات ذلك.